-|| الدنيـاا ما تسوى ||-
عبـاارة كثيـر ما نسمعهـاا عندمـاا تهمـ بنـاا مصيبة .. همومـ .. أحـزان .. و
مضايقـاات ..
نتلفت يمينآ و شمالآ .. لا تجد أي واحـد منـاا لمـ يقـل هذهـ العبـاارة لشخص مـاا ..
فهي مواسـاة الصديق لصديقهـ .. و تسلية الزوجة لزوجهـاا ..
عـن نفسي ...
قيلت لي هذهـ الكلمة كثيــرآ .. كمـاا قيلت لكمـ ..
و لكـن .. في الآونة الأخيـرة بدأت أفكـر بهـاا كثيـرآ ..
لمـاا دنيـااي لا تسوى شيء ؟!
كثيـرآ ما كنت أحدث صديقـااتي عن ضرورة الأمـل و التفاؤلـ .. و أن بهـ حيـاة القلوب ..
و كثيـرآ ما كنت أحدث عن ضرورة الرضـاا عن الذات ..
إذ بهـ نرى الحيـااة ملونة ..
و الأكثـر .. عندمـاا أخوض الحوارات و النقاشـات الجـادة عن مفهـومـ
[ اضحكـ .. تضحكـ الدنيـا لكـ ] و [ ابتسمـ .. تبتسمـ الدنيـاا لكـ ]
كنت شديدة التمسكـ برأيي ..
إن نحن لمـ نقتنع .. و نرضى .. و نسعـد بأحوالنـاا
فسنكـون حينهـاا عـالّة على زمـااننـاا .. !!
إذ حينهـاا لا ذنب لزماننـاا بمـاا يحل بنـاا من مصـاائب..
بسبب سوء تفكيرنـاا أو تصرفـااتنـاا ..
و لـوو كـان مقدرآ ..
و قد قـالـ الامـامـ الشافعي :-
]( نعيب زمـانـاا و العيب فينـاا ::: و مـاا لزمـانـاا عيبٌ سـوانـاا )[
]( و نهجـو ذا الزمـان بغير ذنب ::: و لو نطق الزمـان لنـاا لهجـاانـاا )[
إذن .. !!
أنـاا أعيش مقتنعة بمـاا قسمهـ اللهـ لي في حيـااتي ..
أعيش بنفس راضية عن كـل شيءٍ حولي ..
أفهمـ و أعرف أن [ ليس كـل ما يتمنـااهـ المرء يدركهـ ]
و أكيّف نفسي على هذهـ القاعدة عندمـاا لا يتسنى لي الحصـولـ على مرادي ..
و عندمـاا أُحرمـ من شيءٍ مـاا فإني أنظر حولي ..
حولي أسرة سعيدة و مترابطة ..
حولي أقربـاائي تجري بنـاا دمـاء واحـدة ..
حولي صديقـااتي يسامرنني في كـل أوقاتي ..
حولي أساتذتي أستشيرهمـ بمـاا يزيد محصولي الثقافي ..
و على الجـاانب الخـاص ...
حولي جهـاازي الحاسوب أقضي وقتي فيهـ بالمفيد ..
حولي دفاتر مذكراتي أتصفحهـاا فأستعيـد ذكرياتي ..
حولي ... و حولي ... و حولي ...
منذُ صغري تعلمت من الأمـور ما أعانتني على مواجهة الحيـاة ..
تعلمت أن يكـون عندي هدف أضعهـ صوب ناظري .. فأنظـر إليهـ كلمـاا تعثرتُ في
الطريق ..
تعلمت أن أكـون ذا شخصية قيـادية أقود النـااس .. و ليسوا همـ من يقودوني ..
تعلمتُ أن أسير في خط مستقيمـ واضح كالشمس .. و حتمآ سألقى الحثـالـة على
جانبي الطريق
فأكمـل و لا ألـوث نظري بمجرد الالتفـات إليهمـ ..
تعلمتُ أن حالي كمـاا هي أحوالكمـ .. أحـزن و أتضـايق .. أبكـي و أتـألمـ ..
و لكني مخلـوقة .. و فوقي خـالق .. مثلمـاا خلق الفرح خلق الحزن ..
و لهذا تعلمت أن أقولـ في كـل نائبة تحـل بي :-
]( لا إلـهـ إلا اللهـ العظيمـ الحليمـ .. لا إلـهـ إلا الله رب العرش العظيمـ ..
لا إلـهـ إلا اللهـ رب السموات و الأرض .. و رب العرش الكـريمـ )[
بعـد هـذا .. أســألـ : لمـاا حيـااتي لا تسوى شيء ؟!
إني أقولهـاا و بمـلء فمي ..
إن حيـااتي تسوى .. و تسوى الكثيـر ..
هذا إن لمـ يكـن الملاييـن
إني :][: النظرة الخجولة :][: أعيـش حيـاتي كمـاا يعيشهـاا أسعـد مخلـوق ..
إني مخلوقة و أعيـشُ لهدف ديني و دنيوي ..
إنهـاا حيـااتي صنعتهـاا بيدي .. فلا أظـن أن لحظة تعاسة و حزن ستمحي كـل مبدأ أصدح بهـ ..
مبدأ السعـادة بالسير عالخط المستقيمـ ..
مبدأ الراحة بمعرفة الهدف النبيــل ..
مبدأ الحب باحترامهـ و تقديرهـ ..
مبدأ الأخوة و الصداقة بالرقي بهـاا عن كـل زلـة ..
إنهـاا حيـااتي بنيتهـاا على مجموعة من المبادئ الراقية .. و بهـاا
أفتــخر بدنيتي
هذا إن لمـ تكـن الدنيـاا تفتخـر بوجودي فيهـاا
بعـد هذا .. لا أجبر أي منكمـ أن يتوقف عن استخدامـ عبـاارة [ الدنيـاا ما تسوى ]
و لكني أجبر كـل من يستخدمـ هذهـ العبـارة أن يعيد النظر في حيـااتهـ ..
كيف يعيش ؟! و لمـاا يعيش ؟!
و على هذا سوف يقرر إن كـاانت حياتهـ [ تسوى ] أمـ لأ ..
أتمنى أن تلامس كلمـااتي و لو شيء بسيط في دواخلكمـ ..